بسم الله الرحمن الرحيم
أنّه.. كعادته.. يحب الخطابات.. الرسمية.. والغير رسمية..
سواءً كانت في البنتاغون، الكنيست الاسرائيلية، مصح عقلي أو في بيت مسنين.. كلها كبعضها..
ولأنه.. اعتُقِلَ مرّةً.. أو اثنتين وربما ثلاث..
صارَ بعد كل خطاب يلقيه.. حماسيا كان أو لا..
يمدح فيه ليبرمان أو رئيس الحكومة الحالي.. أو يذمه.. يعلن التزامه بالقوانين.. او الثورة..
أو حتّى.. يتأوّه من لسعة ذبابة!
صارَ يقاد إلى السجن.. بل وصلت الأحيان أن ينقل السجن إليه..
الأمر متوقع.. فهم.. حتى وإن كانوا في الصفوف الأولى من الخطابات.. لم يسمعوا كلامه.. ولم ينظروا إليه أبدًا..
بل كانوا محتارين مختلفين: "ما هي ماركة جواربه؟"
والكل يناقش - أثناء الخطاب أو بعده - ، ولا يصلون إلى حل.. ولكنهم يتفقون على حكم لأنه حيّرهم بماركته.. أن اصبغوه وانفوه..
عن الفرح امنعوه.. عن الحزن امنعوه.. امنعوه الكلام وصمته امنعوه.. امنعوه جوربه..!!
كلّ ذلك.. لأنه سُجن مرة.. وتاب!!
فاسجنوه ولا متاب..
سجن مرة ولا عتاب..
اسجنوه مرة أخرى.. حتى لو تاب..
فيدخل السجن حزينا..
ما ذنبي أنا وقد تبت؟
لست نبي الله يوسف
وإن عدت..
من رواية: ولسعتني ذبابة..
الفصل: ما بعد الأخير*
الحمد لله الذي رزقني قلبا طيبا..
لا يحقد على أحد.. فلست بحاقد
ولا يغضب إلا نادرًا.. وأعتذر عن ذلك..
- عن الغضب وليس ندرته-
وكونوا بخير جميعا